من جامعة بيروت العربية.. "تحية لزياد الرحباني" تخليداً لذكراه
كيمياء بعبدا وعين التينة... تحاصر السراي!
تكتسب العلاقة بين الرئاستين الاولى والثانية أهمية كبيرة على المستوى الداخلي، كونها تؤسس شبكة أمان على المستوى الشعبي لاسيما وأن الثنائي الشيعي الذي يخوض حربا وجودية كما يردد مسؤولون في حزب الله، يخشى من التفاف الداخل عليه بعد كل التقلبات التي شهدناها من قبل حلفاء الامس.
ولا شك بأن نظرة الرئيس جوزاف عون للرئيس نبيه بري مختلفة عن تلك التي يراه فيها رئيس الحكومة نواف سلام. فالاول الخارج من رحم المؤسسة العسكرية يُدرك منذ كان ضابطا وترقّى حتى أصبح قائدا للجيش، أن الرئيس بري حالة سياسية استثنائية على الصعيدين الطائفي والوطني، ويعلم أن الخلافات مع رئيس المجلس من قبل ألد الخصوم معه هي في الاساس خلافات اعلامية عكس ما يدور في الكواليس، وقد أدركها الرئيس حين كان ضابطا وترقّى الى العمادة وبعدها الى الرئاسة، وبالتالي فإن البحث عن "مشكل" مع بري يُعد انتحارا سياسيا في بلد التوازنات السياسية، كما ان شخصية الرئيس عون واضحة لناحية التسليم بالقانون وفرضه في السياسة أو في العسكر. أضف الى ذلك، تعلّم الرئيس عون من سلفه الرئيس ميشال عون أن الكيمياء السياسية هي مفتاح أي حل في الملفات الداخلية لا سيما تلك المشتركة بين الرئاسات للحفاظ على قوة العهد وصيانته.
في المقابل، وجد الرئيس بري لدى الرئيس عون مرونة واحتراما كبيرا فرضها تاريخ رئيس المجلس السياسي وفتح ذلك بابا واسعا في النقاش، خصوصا وأن لبري نصائحه في كيفية ادارة الملفات اللبنانية الحساسة. في حين يبدو الرئيس نواف سلام أكثر اندفاعة وثوريا تجاه الرئيس نبيه بري تحديدا. فالسفير السابق يريد تطبيق القانون على بري قبل غيره وهو من
مدرسة قلب النظام على كل الذين شاركوا في الحكم منذ اتفاق الطائف. أما الكيمياء بين بري وسلام معدومة وفق ما يقول مقربون من الرجلين وذلك لاسباب باتت معروفة وهي في معظمها تصب في نظرة الثنائي وتحديدا بري لسلام ولطريقة ادارته للملف السياسي الداخلي وبالاخص مع الثنائي الشيعي، اذ لم يُبادر الرجل ولو بمحطة واحدة على اعلان تعاطفه مع هذه البيئة بل على العكس يسعى الى التقرب من شخصيات معادية وفق مصادر الثنائي التي تؤكد أن سلام عبر الوزراء المحسوبين عليه يسعى الى "القوطبة" على المشاريع التي قد تعود الى الثنائي في الادارات والوزارات، وهو ما يعلمه بري جيدا.
وجاءت حادثة الروشة لتقطع الطريق امام أي تقارب مستقبلي بين رئيس الحكومة والثنائي الشيعي، رغم أن الرئيس بري يؤكد أنه يتعامل اليوم مع رئيس حكومة لبنان وعلاقته بسلام تحت هذا السقف، فيما ذهب حزب الله الى حدود عدم الاعتراف بسلام كرئيس للحكومة واكتفى بمخاطبته عبر الاعلام ومن خلال شخصيات الدرجة الثانية والثالثة وهو ما استفز سلام ودفعه الى اتخاذ خطوات بدت للوهلة الاولى انتقامية غير مدروسة هدفها بات واضحا وهو مواجهة الثنائي في هذا الظرف.
ولا شك بأن التوافق بين الرئاستين الاولى والثانية انعكس سلبا على الرئاسة الثالثة، فحاصر هذا التوافق قرارات سلام وهو ما ظهر في واقعة الروشة حيث تمكن رئيس الجمهورية من سحب فتيل لغم التفجير في جدول اعمال جلسة بعبدا الاخيرة، وكان التنسيق دائما بين بعبدا وعين التينة.
علاء الخوري -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|